- تعريف هام جدًا ستقابلة كثيرًا فى المقالة لذا عليك معرفته أولا "تحت المهاد" :هو جزء من الدماغ يحتوي على عدد من أنوية الخلايا العصبية التي تملك عدة وظائف مختلفة و واحدة من أهم وظائف هذه المنطقة هي ربط الجهاز العصبي لنظام الغدد الصماء من خلال الغدة النخامية.
مكانة: ويقع تحت المهاد أسفل منطقة المهاد وأعلى منطقة جذع المخ وهو جزء من الجهاز الحوفي للإنسان ويوجد هذا الجزء من المخ في جميع الكائنات الفقارية وفي الإنسان لا يبلغ حجمه سوى حجم اللوزة.
تحت المهاد مسئول عن بعض عمليات الأيض الخاصة بجسم الإنسان وغيرها من أنشطة الجهاز العصبي اللاإرادي. يقوم تحت المهاد بتخليق وإفراز أنواع معينة من الهرومونات العصبية المسئولة عن عمليات التوصيل بين الخلايا العصبية.
هذه الهرمونات تقوم في المقابل ببدء أو وقف إفراز هرمونات الغدة النخامية. ويتحكم تحت المهاد في درجة حرارة جسم الإنسان والجوع، وله مسئولية عن بعض الجوانب الهامة لسلوك الأبوة والأمومة والعطش والتعب والنوم والإيقاع اليومي لأنشطة الإنسان.
- تفاصيل الإكتشاف:
مخ الإنسان ذلك العالم السري الذي لم يتم كشف كل أسراره بعد والذي يصيبنا بالدهشة كل يوم بعدما أن يكشف لنا جزء من أسراره اللامتناهية وأما عن موضوع اليوم نعم هناك جزء في المخ يعمل مباشرةً قبل أي سلوك عنيف يصدر منك هذا الجزء معروف تشريحيًا بأنه المنطقة الأمامية الجانبية لمنطقة ما تحت المهاد الأمامية الوسطى :) وصف غير بسيط ولكنه دقيق لنكمل
يقول العلماء إنهم اكتشفوا "أصل كل الشرور" التي يقوم بها الإنسان متمثلًا في جزء معين ومتميز من الدماغ ينطلق قبل أن يتم تنفيذ الأعمال العدائية والشريرة التي تحدث مع سبق الإصرار والترصد.
الباحثون والعلماء كانوا حريصين جدًا على معرفة ما إذا كانت النوايا السيئة عند الإنسان لها انعكاس وتكوين في الدماغ قبل أي حوادث عنف أو اعتداء يقوم بها الإنسان وبالفعل اكتشفوا أن هناك جزءً مميزًا من منطقة تحت المهاد وهي المنطقة المسئولة والمتحكمة في درجة حرارة الجسم والجوع والنوم هذا الجزء ينشط بالفعل قبل تنفيذ أي فعل عدائي مما يدل أن النية السيئة يتم ترجمتها في الدماغ أولًا قبل تنفيذ الفعل.
ويقول العالم المسئول عن فريق البحث الذي اكتشف هذا الأمر "دايو لين" من جامعة نيويورك إنه قد يكون من الممكن اكتشاف علامات للإنذار المبكر لجميع حالات العنف والترهيب والاعتداءات الجنسية التي تتم مع سبق الإصرار والترصد من قبل الإنسان
ليس هذا فحسب، لكن يشير "لين" إلى أنه من الممكن أيضًا منعها قبل حدوثها.
- تفاصيل البحث وأهميته:
يتحدث "د. لين" عن هذا البحث والاكتشاف المميز قائلًا: «دراستنا حددت بشكل دقيق الدوائر الكهربائية في الدماغ الضرورية واللازمة للدوافع العدوانية والتي تتراكم وتزداد في الوقت الذي تستعد في الغريزة الحيوانية عند الإنسان للهجوم والانفجار».
هذا الجزء من الدماغ الذي يحوي هذه الدوائر معروف تشريحيًا بأنه الجزء الأمامي الجانبي من المنطقة الأمامية الوسطى من تحت المهاد أو (ventrolateral part of the ventromedial hypothalamus)، وتقع هذه المنطقة بشكل عام في الجانب السفلي من منطقة تحت المهاد.
ويشير العلماء إلى أن هذا الاكتشاف المميز يمكن أن يؤدي إلى إنتاج أدوية من شأنها مساعدة الناس فى السيطرة على السلوك العنيف دون الحاجة إلى أن يتم تقييد الشخص أو تخديره بل إنه من الممكن أن يتم مراقبة نشاط الدماغ بشكل مستمر ليتم إطلاق الإنذار للأطباء والمختصين وحتى لأجهزة الأمن قبل بدء الهجوم العدواني لهذا الشخص أو ذاك.
هذا الأمر بالطبع سينتج عنه الكثير من الجدل فيما يخص النواحي الأخلاقية فوجود دواء يمنع عنك السلوك العدواني أو وجود طريقة لرصد نية القيام بالسلوك العدواني هو أمر معناه سلب الإرادة الحرة من الإنسان.
فكيف يمكن لك أن تحاسبني على نيتي في ارتكاب الفعل السيئ لكني لم ارتكبه بعد. في كثير من الأديان، يتم العقاب من قبل البشر على الإنسان السيئ بعد أن يرتكب الخطأ، والإله فقط هو الذي يمكنه أن يحاسب بالنوايا.
يذكر الدكتور لين أن احتمال إيجاد عقار أو التحكم في هذا الجزء من المخ لا يزال أمرًا بعيد الاحتمال حتى ولو تم إيجاد حل لمشكلة النواحي الأخلاقية والدينية وغيرها، لكنه أيضًا لم يقل أن هذا الأمر مستحيل فقد ذكر أنهم بحاجة إلى الكثير من الدراسة حول هذا الجزء من المخ لاستكشافه كجزء من الجهود المستقبلية التي تسعى لتصحيح السلوكيات العنيفة، بداية من البلطجة حتى الافتراس الجنسي.
ويشير الباحثون إلى أنه من المحتمل أن تكون المنطقة المسئولة عن هذا النشاط العدواني مرتبطة بمراكز المكافأة الموجود في المخ، وهذا الأمر هو السبب الذي يجعل الهجوم العدواني يبدو مرغوبًا فيه، ويقوم بتعزيز تدفق مادة الأندروفين.
أما الأندروفين هو هرمون موجود في الجهاز العصبي للإنسان والحيوان، والذي يسبب الشعور بالراحة والتحسن، ويقوم بتخفيف الآلام، ويُنتج تحديدًا من خلال المخ والغدة النخامية.
وأشارت تجارب سابقة، إلى أنه قبل العراك والقتال فإن معدلات مادة الدوبامين ترتفع في المخ، وتظل مرتفعة، حتى ما بعد انتهاء القتال، وذلك حتى تقلل الإحساس بالألم وتقوم برفع معدلات هرمون الأدرينالين. كما يُوضح بعض العلماء إلى أن هناك بعض الأفراد لبعض الحيوانات الفقارية تبحث عن فرص للعدوانية، حتى وإن لم يكن هناك أي خطر محيط بها.
السؤال الهام هنا: ماذا لو قمنا بعمل تغييرات جينية على الإنسان، بحيث تنتج الأجيال القادمة، دون وجود للمنطقة المسئولة عن النوايا العدائية هذه، فهل يمكن أن نحصل على العالم المثالي، دون شر؟
دمتم بخير